كيف أصبحت كاتبا !
الأمر الاستثنائي في عملية الكتابة، أيا بكن نوعها، شعرا أو قصة أو غير ذلك،
هو أنك في الواقع تفقد ذاتك عبر الانغماس بكليتك في العمل الذي تكتبه،
وهذا أمر جيد للغاية لولا أنك لا تشعر به ولا تدركه على تمامه.
أقصد أن الكاتب قد ينخرط في الكتابة حتى يصبح غير مدرك لمشاعره الشخصية بمعزل عما يكتبه.
فالكاتب في هذه الحالة، متعمق في الموسيقى الداخلية للعمل الذي يؤلفه ومتوخد معه بعيدا عن أي حانة شعورية أخرى.
بظني أن الكتابة هي شكل من أشكال التأليف الموسيقي للأصوات.
لذلك، وبالنسبة لي، بما أن الفقرة هي وحدة التأليف في العمل الروائي،
فإن البيت الشعري هو وحدة التأليف في القصيدة،
وعليه فأنا أعمل على الفقرة حتى أشعر أنها نضجت وامتلكت إبدعات موسيقية ملائمة، وتوازن مثالي ولحظات تشويق غير متوقعة بشكل منقن.
***
بول أوستر، روائي أمريكي ذائع الصيت، بدأ حياته مترجما للأدب الفرنسي قبل أن يخط لنفسه طريقا ملفتا بأعمال راسخة تُرجمت إلى عديد اللغات.
نال أوستر العديد من الجوائز أبرزها جائزة الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب.