لا أظني أجانب الصواب إذا قلت إن كتاب الصديق
والزميل العزيز الدكتور على شرف: رحلة مع فالسفة الأخلاق في عالمنا العاصي،
يمثل أحسن تمثيل ما
يعرف في البحث الفلسفي العاصر بعودة الأخلاق)، وذلك لأنه يناقش قضايا أخلاقية آنية وحيوية
مطروحة على الإنسان العامر، وتشكل محور اهتمام مختلف النظريات الأخلاقية للعاصرة، وأعني بذلك
قضية الإجهاض التي عالجها في الفصل الثاني، وحقوق الحيوان التي طرحها في الفصل الثالث،
والذكاء الاصطناعي الذي تناوله في الفصل الرابع، وقبل ذلك كله، قدم مفهومه للأخلاق الذي يتكون
من تصورين أساسين: برگز التصور الأول على ما يعتقده الناس من قيم وأحكام يسلمون بها، من دون
إختماعها للمساءلة والمناقشة وشدّد في التصور الثاني على الأخلاق بما هي دراسة نقدية للأحكام
الأخلاقية، وبتعبير آخر، فإن الدكتور علي يميز بين الأخلاق العامة و بين فلسفة الأخلاق من حيث
هي مبحث نقدي للقيم الأخلاقية معتمدا في ذلك على تحليل الفاهيم. والنظر في الحجج للقدمة،
والأمثلة الأصحاء مع استخلاص للنتائج الأساسية الكبرى تاركا الحكم النهائي للقارئ الذي عرض
عليه القضايا الأخلاقية الأربع بأسلوب واضح ودقيق. وبذلك يكون الدكتور علي قد فلم للقارئ العربي
الليتم دليلا نظريا، ومرشدا عمليا في فلسفة الأخلاق اللعاصرة، يمكنه من مناقشة القضايا الأخلاقية
بوعي واستغلالية، ولذلك كله، فإن هذا الكتاب يعد في نظري مدخلا فلسفيا لا على عنه لكل راغب
في النظر في فلسفة الأخلاق وقضاياها للعاصرة.