يُعد هذا الكتاب «غرفة تخص المره وحده» بمثابة مانیفستو الحركة النقدية
النسوية في القرن العشرين. وهي الحركة التي وصلت أوجها في سبعينيات القرن الماضي.
وقد تطورت الحركة النسوية عن بداياتها الأولى في «المطالبة بحقوق»
مبدئية مثل حق التعليم والتصويت في الانتخابات… إلخ، حتى تشعبت
لتؤثر على نحو واضح في مناهج البحث الحديث في شتى المجالات،
كل هذا لا بهدف «مراجعة» التقييم الذي ظفرت، أو لم تظفر به النساء:
إنَّما بغرض إبراز الدور الذي لعبته النساء في صناعة الحضارة والثقافة
فحسب وظل مُهمنا ومعتما لحقب طويلة وأيضًا ، وهذا هو الأهم،
بهدف طرح رؤية جديدة من خلال البحث العلمي الجادة التاريخي
والاجتماعي والسياسي والاقتصادي والأدبي، وحتى الطبي.
فالكتاب على صِغَر حجمه وبساطة الرسالة التي يحملها،
والتي كثيرًا ما اختزلت في جملة واحدة تقول: «إذا أرادت امرأةُ الكتابة فيجب
أن تكون لها غرفةٌ ودخل منتظم مهما كان ضئيلا»، إلا أن تلك النتيجة البسيطة
والتي تنطبق على كُل مبدع أيا كان جنسه، تُؤصلها فرجينيا وولف في حالة
النساء تأصيلا مرهقًا إلى أبعد حد، وبنفاذ بصيرة.